الجمعة، 14 يناير 2011


من أجل حياة الأثر في بحر الرمال




سالومي كوادالوبي إنخلمو. مدريد، إسبانيا
المرتبة الثانية في جائزة معبر المضيق في دورتها الثالثة
ترجمةخواني عبد الودود





   إسبانيا والمغرب يوقعان ثلاث اتفاقيات لإصلاح " الحسيمة"، يقرأ بصوت عال الخبر الذي يبعث فيه الارتياح، ما يزال يذكر كم كان  يشّق عليه إتمام دراسته حول الطّيور المهاجرة بالمغرب، وما يجعله يشعر برضا هو إدراكه أن الطريق على الشباب سيكون أسهل
حماسه لم يدم طويلا، تتوقف عيناه عند عنوان آخر قد شوّشه :" مرّ 64 عاما على اختفاء "سانت-إكسوبري"، طيّار ألماني اعترف بأنه أسقط  طائرة الكاتب بمدينة "تولون".                                
      يفتح عالم الطّيور المسنّ النافذة ليدع النّسيم يفيض في مكتبته.السّماء اللّيلية مليئة بالنّجوم، في كل مرّة تومض إحداها، يخال بأن الأمر يتعلّق بغمزة، حركة لا يمكن لأحد على وجه الأرض أن يؤولها، حركة تعنيه هو فقط .                                                                                           
       لقد مرّت سنوات عديدة من دون أخبار عنه،  ولا حتى عن لقاء بالصّدفة، لقاء قد يعتبر نادرة بعيدة الاحتمال تحدث بصحراء.ولكن لا يهم، هو يعلم أنه لا يزال هناك، الأمر الأساسي أنّه فقط مخفيّ عن الأعين دائما.                                                                                                     
      لم يتمكن من رؤية أيّ شيء، الزّوبعة ساحقة، الرّمل يجرح جفونه الحسّاسة، ويلج بقوة في فمه، ويتسرب إلى حلقه، ويمنعه من التّنفّس، عندها يدرك أنّه من التّهور مواصلة السير بعيدا عن المخيم بدون رفقة، ولكن بعد فوات الأوان، ليقرر عندها أنّه من الحكمة المكوث بموضعه على أن يواصل السّير على غير هدى، إنّه مشوش تماما، جلس القرفصاء عند سفح إحدى الكثبان وتغطّى بالسّترة الصّحراويّة، عند ذلك الفارق الصغير والمرتجل، تكوّم، في انتظار هدوء الصّحراء.عند انتهاء كل شيء، الكومة المغطاة بالرمال تشكّل الآن جزءا من المنظر الكئيب، ليقرر عالم الطيور مغادرة مخبأه، - فقط عندها تكتشف الخنفساء التي كانت تدب على معطفه المغطى بالرمل انخداعها ظانة منه كومة من رمل - ليتفاجأ أن عمل يوم كامل قد ضاع منه.
لم يتعرّف على المكان الذي هو فيه، ولا حتّى يعرف كيفيّة العودة للاجتماع برفاقه، استغرق في المشي أياما لم يعدها، ولا هو واثق من أنه لا يزال متواجدا بالمغرب، المخيم ليس ببعيد جدا عن الحدود، هكذا من المحتمل أنه قد تجاوزها الآن.لم يبق له من القوت ما يكفيه، الحد الأدنى اللازم لبضع ساعات من  المراقبة، يشعر أنه ضعيف جدّا، و بدأ الجفاف يسبب له الهلوسة، مرّات ليست بالقليلة يندهش فيها راكدا خلف جمال وهمية، هادرا ما تبقى من قواه القليلة، تلك التي تذهب مع كل سعلة جافّة تنتابهفكل ساعة تمر تزداد فيها شدّة السّعال- حتى قرر يوما أن لا يخطو ولا خطوة واحدة، إنها ستكون  غير مجدية، و أحسّ أن النّهاية قد اقتربت، فمن الأفضل أن يتقبّلها بسكون، و بينما يفقد وعيه، يقول في أعماقه، أن  نهايته ستكون سيّئة، ولكنها نهاية محتومة.              
يتذكّر القليل من تلك الأيام التي مرت، لا يتوقّع الاستيقاظ أبدا، ربّما لذلك السبب ترفض حواسه بعناد الاستجابة، لم يبق سوى المشاعر المتشتتة، وطعم مداعبة حول الشّفتين المتشققتين، وصور لاذعة ومنحوتة بقسوة في بؤبؤي عينيه  الذابلتين، وأصوات تخترق طبلتي أذنيه في كل مرّة يرفض فيها فتح فمه، لم يتمكن من تذكّر أيّ شيء تقريبا، باستثناء الخيال الّذي كان ينحني فوقه ملتمسا إيّاه.
الحروق عميقة بحيث صارت بعض القروح متقيّحة، ولكي لا تصير ندوبا، يطبق البدوي بلطف على الجلد المصاب بطبقة من السّمن مخلوط برماد نباتي، كان الرّجل يعيد نفس عمل السّامري الصّالح الّذي كان قد أعاد له الحياة في زمن مضى: يمرّر الرّيشة المبلّلة بالماء على شفتيه الجّافتين.                   
    عالم الطّيور يهذي، يعتقد أنه يتلقى ملاطفات طير مرسل من العناية الإلهية لإنقاذه، ومرّات أخرى يعتقد أنّه جبرائيل نفسه باسط عليه أجنحته القويّة، ويطعمه كما النّسر العظيم يطعم صغاره، ولكن بعد أيام يعود الغريق من تلك الرحلة المضطربة، عندها استطاع ان يتأمل منقذه.
 لم يسبق له أبدا أن اعتمد على أي شخص، بالرّغم من كونه لا يزال ضعيفا، إلاّ أنّه يصعب عليه تقبّل رعاية منقذه، مع علمه بأنّه يدين له بحياته، وهكذا فهو يظهر الفظاظة و الحذر، لأجل ذلك، البدوي يقترب منه ببطء، مع الصّبر اللاّزم  لترويض ثعلب، أفهمه أن التّرويض لا يعني الحرمان من الحريّة، ولكنّه يخلق الرّوابط، ليدرك المتعلّم في الأخير أنّه بإمكانه ترك حياته بين يدي البدوي، لأنّه لن يتخلى عنه أبدا.عندما يسمع الخطى المألوفة، يفتح فاه ليستقبل القطع الصّغيرة من التّمر وخبز الفطير بتلك الأصابع الرّاعية، وعندما يتأخر الرّجل يقلق قلبه، و غيابه يصبح أكثر إيلاما من الحروق.وحضوره أكثر رغبة من شرب حليب الماعز الذي يعرض عليه في إناء.                       
    في أحد الأيام، عندما فتح عينيه، وبدلا من أن يرى البدوي الذي أنقذ حياته، رأى إنسانا صغيرا، في  قامة طفل، بوشاح طيار كبير حول عنقه، يمكث على إحدى الكثبان، و يلحظه كما اعتاد أن يفعل المتفضّل عليه.عند قدميه يجلس فنك لا يبدو خائفا أو مضطربا.كان سلوكه أشبه بالكلب مع          كونه حيوان بريّ.

- هل رأيت بدويّا  بالقرب ؟ - يسأل عالم الطّيور.
- بالطّبع، هنالك العديد من البدو في الصحراء.   
- لا مصلحة لي في الآخرين...فقط من أعني، إنه ...- تردد عندما أدرك أنه في الواقع لم ينتبه كثيرا إلى ملامحه، تلك الملامح الشّائعة جدا، قد ينعت أي شخص، بالرغم من علمه بأنه سيعرفه من بين المليون- ..إنّه طويل القامة و قويّيصفه وهو يفكر في ذلك الجسد العظيم الذي حزه من تحت الثّوب القطنيّ  الأبيض و الذي دائما ما كان يراه به.                                                                 - لم أر البدوي الذي تسأل عنه  ولكن إذا شئت رسمته لك .                                                        رفض بأدب عرضه الفريد حتىّ من دون أن يفهمه.الجميع يعلم بأنّ الأطفال يحبون قول الأشياء السّخيفة، و تلك إحدى الأسباب الرئيسية التي تجعله يشعر بعدم الارتياح معهم: لا يمكن التنبؤ بهم.      
ومع ذلك تمكن الرّجل الصّغير ببطء، و ببطء شديد، من أسره. تقريبا مثلما فعل البدوي من قبل، البدوي يغذي جسمه، والصّغير يغذي روحه  بالآلاف من قصص مغامراته المثيرة، مثل تلك المرة التي تمكن فيها من ترويض أسد وهو يطير في رحلة، أو عندما تحطمت الطّائرة في "كواتيمالا"، أو في تلك المّرة التي سقطت فيها بالصّحراء، ولم يكن عنده للشّرب سوى قطرات النّدى يجمعها في قطعة من القماش الملطّخة بزيت المحرّك والطّلاء، تعلم من البدوي كيف ينام في خيمة منسوجة من شعر الماعز، ومن الطّفل تعلم كيف يقبل السّماء كسقف .                                                                          
- أنا لا أملك خيمة، لا حاجة لي بها، أفضل عدم وجود سقف فوق رأسي، لأنّه سيحجب عنّي النّجوم.في الحقيقة لا يبدو كطفل تائه في الصّحراء.                                                                  إنّه فتّان.لكنّه  هكذا ما تمكن من نسيان البدوي .إنّه يفتقده .وفي أحد الأيام أعرب عن كآبته لفقدان من يعتبره قلبه الآن كصديق.بعيدا عن الغضب، الصّغير ينظر إليه بعيون مليئة بالحنان، وتعبير يتعارض مع صغر سنه، بتعبير الوالد يتوجه نحو ولده قليل الخبرة.                                                    
- لا يجب أن تحزن، رغم أنّك لم تره، فالبدوي لم يتخل عنك، لقد كان دائما هنا، وسيكون بجانبك،لأنّ الواحد هو على الدّوام مسؤول عما يؤنّس.                     - إذا لماذا لم يظهر؟                                                                                              
- لكي تراه عليك أن تعرف كيف تفعل ذلك،- أجاب و جسمه ينمو ويتوسع وبشرته تتحول إلى لون الكثبان تحت وهج الشّمس الحّارة.                                                                              
- " و بالنسبة لك يا من ينقذنا، يا بدوي ليبيا، إنك ستمحى من ذاكرتي، فلن أتذكر وجهك أبدا.أنت الآن الرجل و ستظهر لي بوجه كل الرّجال في آن واحد، لم تمعن الّنظر أبدا عند فحصنا. ومع ذلك تعرفت علينا، إنّك أنت الأخ الحبيب، وبدوري سأتعرف عليك في جميع الرّجال، تبدو لي رجل غاطس في النّبل والإحسان، السّيد الكبير الذي له امتياز تقديم الماء للشرب، جميع أصدقائي، جميع أعدائي، فيك يقبلون نحوي، وليس لدي الآن عدو واحد في العالم."- يقرأ الكلمات المكتوبة منذ زمن  مضى.        
بينما يحلق فوق البحر الأبيض المتوسط يفكر في " كونسويلو "، وكيف يروقه أنّها قد تمكنت من ترويضه، لقد كان زواجه محفوفا بالأشواك، إلا أنّها الوردة الوحيدة التي يرغب في الاحتفاظ بها في حديقته، يتذكر تلك المرّة التي بمجرد الاقتراب منها أجبرها على الصّعود إلى طائرته. وسرق منها أول قبلة مهددا إياها بالسقوط إن لم تفعل. يشعر أنّه عجوز وحزين، لقد توفي جميع رفاقه، لقد مضى شهر فقط على عيد ميلاد آخر.                                                                                       
     سمحت له بالذهاب من جديد." إذا كنت قد قررت الذهاب. فلتذهب الآن"لقد اكتفت بقول ذلك. إنها وردة جدّ فخورة بنفسها بالرّغم من علمه أنها ستبكي في غيبته.                                             
يقولون أن الورود دائما هي متناقضة. قد لا يجب الحكم عليها من خلال كلماتها و لكن من خلال سلوكها. من خلال النّور والشّذى الذي يغمر عالمها، ربّما كان يجب صرف النظر عن أشواكها. وربّما كان ينبغي أن يقتصر على الإعجاب بجمالها واستنشاق شذاها. ربما كان بإمكانهما العيش في الحديقة نفسها.                                                                                                            
لكنّه كان صغيرا جدّا ولم يعرف كيف يحبّها، والآن، قد فات الأوان للتّصحيح.                        
عندها يتذكر أن الأمير الصّغير دائما  كان يقاوم الكآبة بمشاهدة غروب الشّمس.في النهاية تمكن من العودة إلى الاجتماع بوردته، وهكذا يبدو له ذلك بالفكرة الجيدة: مشاهدة غروب الشّمس بتلك الصحراء التي أعطته الكثير، ذلك العناق الذي يستحيل التخلّص منه.                                                 
يحب الطّيران، ولكنه يدرك انه طيّار ظرفي فقط، موهبته الحقيقية مختلفة تماما.هو بستاني على متن طائرة، ربما قد حان الوقت للتفرغ بالكامل لذلك العمل جاعلا أشياء جميلة تنموا في وسط الرّمال و كاشفا للغرباء مواقع لأبار غير متوقّعة حيث تمكنهم من الارتواء، ولكن تمكنهم أيضا من غسل غبار الطّريق، كما أن آخرين كانوا بستانيي حدائق، هو في مقدوره أن يتحول إلى بستاني بشر.               
خرج من "كورثيكا" نحو فرنسا في رحلة استطلاع، ولكن محبوبته الصحراء تهمس له، تناديه بصوت مقنع تماما كما "كونسويلو"، وهو لا يعرف، لا يقدر...، لا يريد المقاومة، طائرة "ف 38 البرق" تطير صاعدة، وهو منبهر بملاحقة النجوم التي اختبأت قبل بضع ساعات فقط.                                 
الشّكل الهائل ينساب فوف المضيق بعظمة، كما لا وزن له، مستسلما لتيارات الهواء التي تعتقد أنها قد أغرته، لا تدرك أنه هو سيد الرياح المطلق بلا جدال، أنجز تلك الرّحلة مرات عديدة، من أوربا نحو إفريقيا ومن إفريقيا نحو أوربا على حسب المواسم.ولكنّه في كل طلعة جديدة يظهر الكثير من العاطفة، الكثير من التفاني والكثير من الأمل وكأنها الرحلة الأولى والأخيرة. الأعين غير الخبيرة يصعب عليها التخمين بأنه الآن نسر مسنّ، وستكون تلك على الأرجح رحلته الأخيرة.                           
    أثناء محاولة حذف البند من عقله، يثبّت آخر رحلة لذلك الحيوان الرّائع.الذي كان يتظاهر بأنه قوي وقادر على تحمّل الرّحلة، يريد المغادرة بفخر مظهرا للعالم بان الأمر لم ينته بعد. يفكر في كل أعمال الكاتب ويقال بأن للطيور، الأرواح الحرّة، والنّاس ذووا الإرادة الحسنة، وكذلك بالنسبة للبدويين، أبناء الصّحراء، المتعودون على الإبحار في بحر الرّمال الهائج، لا يمكن أن توجد حدود من أي نوع
    قبل أن يهمّ بعبور المضيق كانوا قد حذّروه منهم، من قواعدهم وعاداتهم. طبعا، بالرّغم من أنّه كان يتظاهر بالاهتمام لأولئك الذين كانوا يحاولون تعليمه، تلك التحذيرات لم تأثر فيه كثيرا حيث كانت غير ضرورية تماما: وقتئذ، الشّاب وعالم الطّيور الخبير، كان شكاكا، لا يثق في أي كان ولا في أي شيء، خصوصا في أقرانه، لأجل ذلك كان يكنّ شغفا مفرطا ناحية الطيور، فيها كان يفرغ كل مشاعره التي كان يرفضها بعناد ناحية الناس، وبشكل واضح كان لا يثق في تلك الكائنات الغريبة التي تنتظره بالجانب الآخر من البحر، لم تكن تهمّه تلك العادات أو تلك العيوب العمياء التي قد تكون فيهم، كان لا يتأمل احتمال الاختلاط بهم، بمشاريعه لم يكن هناك مكان للبشر، كان يذهب في المهمّة، و بمجرد انجازها، يعود من دون حنين ومرارة فراق للمكان الذي كان  فيه، مكان، حتى ولو لا يعلم هو، كان غريبا مثل ذلك الغريب الذي كان على وشك تلقيه.
                                                          
لا يمكن أبدا سداد  ذلك الدين،  روّضه عندما كان يبدو كحالة ميئوس منها، روحه، وحيدة منذ طفولته، يقرر في الأخير أخذ الدرب الأسهل، اقتنع أننا جميعا كل وحيد، بأننا في نهاية المطاف.كل إنسان هو كجزيرة، ولا يملك إلا نفسه فقط، وبأنه من الأفضل عدم الاستسلام أبد لأحد حتى لا يصبح معطوبا، لكي لا يعتمد على من قد يتكشف كسيد سيء، بالطبع كان لديه أصدقاء ومغامرات، ولم يكن يستبعد الزواج يوما ما، ولكن بالنسبة له، كان كل من الصداقة و الحب لا يخرجان عن كونهما لعبة  إستراتيجية، حيث يتواجه عقلان لغرض و حيد وهو غزو المواقع الأوفر حظا.هو اجتياح  أراضي الخصم وجعل ما أمكن سجناء. فالمزيد من أرضي العدو المستولى عليها، يعني المزيد من الفرص السانحة للقضاء على الخصم.
                                                                                                     
    فقط  الآن، وبعد أربعين سنة، يقدر صغر نظريته، عندها لم يكن قد علمه احد أن الحبّ هو الوحيد الذي ينمو بقدر ما يعطى. وبأن ذلك البئر لا ينفذ أبدا، هو علمه كيفية الثقة.                              
- فقط يعرفون الأشياء التي يألفونها.لم يعد الناّس يملكون الوقت لمعرفة الأشياء، يشترون الأشياء الجاهزة من التجّار، ولكن بما انه لا يوجد تجار لبيع الأصدقاء، لا يملك الناس الآن أصدقاءصوت الصغير يدخل من النافذة واضحا و حازما  جدا ومنوّرا. كما كان يرنّ في ظلمة الصحراء.              
يعلم أن الكاتب لم يمت تحت نار العدو، فإنسان مثله لا يمكن أن يكون له أعداء، لا، لم يكن بحاجة لحجج من أجل زراعة اليقين. هو يعلم، يعلم بأن الصّغير لم يكن سرابا كما لم يكن البدوي الذي أنقذ الطيار الباسل منذ سنوات عديدة مضت، لا يوجد شكّ في كل ذلك، يكفيه النّظر إلى السّماء بقلبه بدل النّظر إليها بعينيه.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق